السبت، 26 مايو 2012

طعم القهر


مصر اختارتلي طعم القهر
لان انا شفيق قهرني يوم موقعة الجمل
 لما صحيت من النوم يومها الساعة اتنين الضهر كان بقالي يومين قبلها مانمتش في الميدان
و الاقي الميدان بيتعمل  فيه كل ده
و انا قاعد في البيت و مش عارف اعمل ايه
و اسمع من كل الناس ان الميدان متحاصر و مش عارف اروحه
واقعد عاجز في البيت بحسرتي
و بخوفي من بلطجيته


مصر اختارتلي طعم القهر

لان انا شفيق قهرني تاني يوم الصبح
لما نزلت و قولت ان العمر واحد
وخدت دوا و شاش للميدان
و وانا داخل اتهددت بالقتل من بلطجية شفيق
و اتاخد مني الدوا
و مشيت و انا عاجز هربان بعمري و مش قادر اقولهم حاجة و هما بياخدو مني الدوا و الشاش و بيقولوا لو مش عايز تموت امشي دلوقتي لاننا هانموت كل اللي جوا
و هربت و انا مقهور و متاخد مني كرامتي مع الدوا اللي معرفتش اوقفهم انهم يكسروه و يرموه في الزبالة

مصر اختارتلي طعم القهر
لان انا شفيق قهرني لما عرفت ادخل الميدان
و شفت صاحبي اللي كانت عينه هاتروح من طوب بلطجيته اللي بعتهم على الميدان
قهرني لما حسيت اني مكنتش معاه و هو بيتضرب و معرفتش اروحله
و قهرني لما حسيت اني معرفتش حتى ادخله بدوا!

مصر اختارتلي طعم القهر
لان شفيق في نفس الليلة اصدر اوامر باعتقالي
علشان كنت خارج "من بيت فلان اللي متابع و اللي بيباشر عمل ضد امن الدوله" على حد قوله، كنا فعلا بنخطط ضد دولته هو و امنه هو لكن ربنا سترها معايا من عنده اني وقفت في كمين شرطة و اتفتشت انا و اللي معايا لمدة نص ساعة و محصلتش زمايلنا اللي اعتقلو في المطعم اللي كنا رايحينه سوا
و شفيق بيتني يومها في بيتي مقهور
لاني كنت عرفت ان زمايلي اعتقلوا و مش عارف اعمل ايه و مش عارف حتى يا ترى هايعتقلوني بليل ولا هايستنوا لبكرة ؟

مصر اختارتلي طعم القهر لكن انا مش هاشتريه
لان طعم القهر اللي حسيته مع شفيق هو اللي هايحسه ان شاء الله لما يعرف انه هو اللي  هايتحاسب على كل اللي قهرهم و الاهم انه هايتحاسب على كل اللي حسسهم بطعم امر ... طعم الدم





طارق نوارة يكتب: ما قال عن الثورة

الجمعة، 11 مايو 2012

ثريا تقرر ان تعيش !

لطالما حلمت بهذه اللحظة ، حين امسكت بيديها بما سوف يحقق لها حلمها بان تعيش...نعم هي لم تكن تعتقد انها تعيش هي كانت فقط متواجدة بين الاحياء ، لكنها كانت ترى ان انتقالها لمرحلة العيش لن يتحقق الا بنيلها هذا الحلم..هي كانت متفوقة في عملها، تسعى دائما لابتكار الاساليب الحديثة لاقناع عملائها بالشراء منها عكس زميلاتها في العمل اللائي لا يلقين بالا لاساليب العرض و خلافه, كان من مباعث اختلافها هو اسمها الذي جعلها تستشعر دائما انها مختلفة عمن حولها مما جعلها حتى لا تلق بالا لاية علامات تعجب قد تصدر ممن يسمعونه للمرة الاولى.
نعود لحلمها و نذكر انها دائما ما منعت نفسها من المتع و الانفاق بسفه مثلما تفعل زميلاتها ، فهي ترى انهن تافهات لا يعرفن من احلام العيش الا المتاح...بينما هيا تعرف ان هناك دائما ما هو اعلى و ما هو غالي المنال فاقتصدت و تدبرت امرها إلى ان جاء اليوم الموعود

ذلك اليوم حين علمت بوجود عميل ثري هام في منطقة عملها و ان هناك اخريات يحاولن ان يقنعوه بالشراء منهن ، فانبرت لهن و اعلنت بوضوح انه وفقا لاوامر المسئول فهي وحدها المخولة بالبيع في هذه المنطقة..و عليه خافت بقية زميلاتها حيث ان من يخالف الاوامر لا يُرحم. فكان ان وجدت نفسها امام فرصتها لتحقيق صفقة العمر و قد كُتب لها ما سعت...حينئذ قررت ثريا ان تعيش!
فوجدت نفسها مندفعة بدون وعي لتحقيقه ،حتى انها وجدت نفسها تتجه مباشرة صوب المكان الذي طالما حلمت بدخوله... متجهة للبائع مادة يدها بالنقود التي كنزتها في ثقة قائلة : "عمو...عايزة ساندوتش هامبورجر من اللي معاه اللعبة ؟"
الى هنا و كان من الممكن ان يتركها مؤلفها و قد حققت نصرها البسيط الا انه -ويال سواد قلبه- لم يرض لها به.... فجعل من البائع يردها بقوله: "امشي يا بت من هنا ...خدي مناديلك و اطلعي بره ما بنبعيشي للاشكال اللي زيك"