منذ بداية هذا اليوم لم يدر لم سيطر عليه هذ اليقين انه قد حانت اللحظة التي حاول تفاديها طيله حياته ... لحظة هبوط تلك اليد المجهولة صافعة قفاه الغليظ !
نعم , لقد سيطر عليه شعور منذ ان وعى عرض حجم قفاه انه حتما متلقيا تلك الصفعة في اية لحظة . لكنه و الحق لم يستسلم له بل انه حاول ان يقاومه طوال الوقت بل علنا لا نبالغ ان قلنا انه كان الدافع الاساسي لما قام به طيلة حياته. ففي البدء قام ببناء جسده الضخم متصورا هذا الجسد هو الذي سيؤمن قفاه ‘ لكنه ما لبث ان ادرك ان القوة الجسدية ليست هي الوسيلة المثلى في عالم الواقع فاندفع غير مبال بمن في طريقة في بناء ثروة ضخمة تؤمن له الدرع الواقي لقفاه العريض ثم انتقل الى مرحلة اخرى لم يعد يجديه المال نفعا فقرر الارتباط بابنة احد المرموقين في عالم السياسة حتى كون في خلال سنوات قليله ما لم يكن ليحلم به , بنية جسدية قويه و ثروة عريضه و نفوذ سياسي متوغل . إلى ان اوشك ان يتناسى تماما هذا الشعور الغامض ممنيا نفسه انه ما من انسان يستطيع الاقتراب من قفاه الان.
لكن هذا اليوم كان شعوره اقوي من اي منطق يحكمه حتى انه الغى كل ارتباطاته و اعطى اجازة لكل حراسه الشخصيين و قرر ان يقود بنفسه سيارته التي هي اشبه بدرع اخر , ليذهب الى هذا المنزل الساحلي المعزول حيث قدر انه هو المكان الوحيد الامن. ممنيا نفسه ان يمر هذا اليوم بسلام.
مكث صاحبنا هناك في حالة من التوتر و الترقب حتى اوشك الليل ان ينتصف , حتى شعر فجاءة بمدى سخافة ما يفعله.
" هو مين ده اللي يستجري يديني على قفايا.... ده انا كنت اقطع له ايده قبل ميفكر اصلا" هكذا قال محدثا نفسه ...شاعرا كأن هما قد انزاح عن كاهله.
انطلق عائدا الي مقره لائما خياله الذي تركه طيلة عمره فريسة هذا الوهم دون اية سبب مقنع. مسرعا بسيارته على الطريق الصحراوي المهجور في مثل هذا الوقت من العام منتشيا بانه لاول مرة تقريبا يشعر بقوته الحقيقية.
حتى فوجئ برجلا في منتصف الطريق مرتديا اسمالا بالية رافعا ذراعة كانه شرطي يحاول تنظيم حركه المرورفحاول تفاديه بحركه عنيفة الا انه فقد السيطرة على السيارة حتى وجد نفسه منقلبا راسا على عقب واخذ يحاول ان يزحف خارجا حتى اوشك ان يخرج نصفه العلوي من زجاج السيارة الامامي المحطم إلى ان راى شبح هذا الرجل يركض نحوه حتى اقترب منه تماما ثم توقف فجاءة محدقا فيه دون ان يحرك ساكنا فصاح فيه " انت يا حيوان ...انت هاتقف متنحلي ... تعالى خرجني من هنا بسرعة" لكنه فوجئ بالرجل يصيح فيه "هوا انتاااااا" كان هذا هو كل ما سمعه من الرجل قبل ان يشعر بيده تهوي مصافحة قفاه العريض.