السبت، 30 أغسطس 2008

الكلمة

"في البدء كان الكلمة" ‘ لم يكن يوسف يدرك تماما معنى هذه العبارة , فعلى الرغم من طفولته المنغلقة و شبابه الملتزم الا انه لم يكن يستطيع ان يقول على نفسه متدين بضمير هانئ. و لهذا كما اسلفنا لم يكن يدرك تماما معنى هذة الاية الافتتاحية في انجيل يوحنا, و لم يكن يدرك لماذا كان و ليست كانت كما هو اقرب للمنطق. لكن هذا كله لم يكن لشغل بال بطلنا انما كان يشغل باله كلمة اخرى ... كلمة اسفة . هذه الكلمة كانت تمثل همه الاكبر, فهو كلما وجد في نفسه الجرءة للتودد لاحد الفتيات و مصارحتها برغبته في الارتباط بها لم يجد من ايهم الا هذا الرد "اسفة" مع تنوع الاسباب فتارة اسفة انا مرتبطة و تارة اخرى اسفة انا مش بفكر في الجواز دلوقتى و احيانا اسفة انا مش بفكر في الجواز من اصله. وهكذا مع تعدد الموقف اصبح يوسف يكره تماما كلمة اسفه بل و اصبح ينتظرها من اي فتاة تتحدث معه فحين تقترب ايه فتاة من مكتبه كان يتوقع منها ن تبدء حوارها معه "اسفة انا عايزه افتح حساب" مثلا. -اه نسيت اقولكم يوسف موظف في بنك بس ده مش هايفرق معاتا في حاجه لانه في النسخة الاولى للقصة كان جرسون ... و مكانشي اسمه يوسف اصلا- ظلت حياة يوسف كما هي و اصبح تردده على الكنيسة يتباعد مع مرور الوقت بل انه في الاونة الاخيرة اصبح مقصورا على حضور الاكاليل عله واجدا هناك من تكون غير مرتبطة و تفكر في الزواج و لا تنظر اليه كاخ و صديق. 
استمرت حياة صاحبنا كما هي حتى ذات يوم حين  دخلت مكتبه زميلته كريستين برفقتها فتاة اخرى قدمتها اليه قائلة: يوسف دي مريم صاحبة ماريان اختي الانتيم  في سنه اولى تجارة و محتاسة في مادة محاسبة الاعتمادات و عندها امتحان كمان اسبوع , انا قلت مفيش غيرك انت يا مرجع اللي هاتفهمها. انت عارفني ,انا اصلا دخلت الكليه و اتخرجت و اشتغلت و لسه مش فاهمه اي حاجه.... يلا انا هاسيبكم علشان عندي شغل كتير
لم يشعر يوسف بالوقت كيف مضى كل ما يتذكره انه رحب بمريم و بداء بسؤالها عن ما يضاقها في الكلية و ما الذي لا تفهمه في محاسبة الاعتمادات .... و قد كانت هذه اخر مره تذكر فيها محاسبة الاعتمدات في هذا الحوار الذي طال و امتد حتى نهاية ساعات العمل و وجد يوسف نفسه يقول في جرءة لم يعتادها في نفسه : ياه الوقت عدى بسرعة قوي مش عارف اقولك انا انبسط اد ايه يا ريت لو تديني نمرتك علشان عايز اعيسيسىعثس...." هكذا عبر يوسف عن مشاعره بوضوح تام منتظرا كالمعتاد الكلمة الشهيره الا انه فوجئ عندما وجد مريم تقول ببساطة و رقه : اكيد خد النمرة و كلمني النهارده على الساعة سبعة .... 
ولا اقلك اسفه اسفه كلمني على الساعة تسعة نتكلم برحتنا احسن.... علشان بابا بينزل يصلى العشا و يقعد مع صحابه شويه.

هناك 7 تعليقات:

  1. انا قعدت طول مانا بقرأ القصة مستغرب هو ليه انت جايبه مسيحي ، هي ناقصة فتنة طائفية . . .
    لكن لما شفت الآخر عرفت . . .

    اوعى تكون تصدني انا ب يوسف ده !!!!

    ردحذف
  2. اقصدك ازاي يعني ؟
    ايه يا مان هو انت البنات بيقلولك اسفه ولا ايه ...... قشطه فضحت نفسك بنفسك يا نجم :)

    ردحذف
  3. ايوة !! انت ما تعرفش كدة والا ايييه !!!
    :)))))))

    ردحذف
  4. انا قرأت القصة وقعدت افكر
    ياترى ايه الشئ اللى شافته البنت المسلمة ف يوسف وما شفتوش كل البنات التانيه؟

    هل البنت المسلمة مش بتبص ع الشكل وبتبص على طيبة القلب؟؟

    ولا البنت المسلمه بتميل للانسان الخجول؟

    عموما انت حسب القاموس المحلى ف القصه دي بتعمل فتنه طائفيه

    وحسب القاموس الدولى عنصري

    اما فى قاموسى فانت راجل على باب الله عايز يكتب نكته على واحد منحوس :)

    ردحذف
  5. انت قصدك على البنت المسلمه عموما ولا مريم؟
    البنت المسلمه عموما بتحب حاجات كتير معرفش اقولها انما مريم استطلتفته الله اعلم ليه بس نصيبه
    و فعلا هي نكته عن واحد منحوس و المصيبة ان نحسه ده جيه في حاجه ولاااااااااااا فارقه معاه اي حاجه في بس فارقه مع الناس كلهم حواليه كلللللللللللل حاجه

    ردحذف
  6. انا شايفه ان المشكله مش في ان المسلمه شافتو بعين غير عين المسيحيه هو مشكلتو انو شاب منحوس واللي زي ده هايفضل طول عمرو يتئلو اسفه :) برافو طارق

    ردحذف
  7. و انا معاكي يا نها.
    انتي عارفه المسلمه غعجبت بيه علشان بصتله نظره مجرده ... افتكرته مسلم زيها علشان اسمه يوسف و بصت للباقي اللي جواه
    بس اللي مزعلني ان يوسف بجد مش فارقه معاه بس مضطر يبعد عن اكتر واحده هو ارتاح معاها علشان كلمه في بطاقته و بطاقتها
    و شكرا على الاطراء

    ردحذف